التبرع أونلاين | كيف تُسهم التبرعات في تخفيف معاناة أهل القطاع؟

التبرع أونلاين وسيلة يمكننا من خلالها التخفيف من معاناة إخواننا في غزة ومساعدتهم في التغلب على الحياة القاسية التي يعيشونها، من خلال توفير احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والرعاية الصحية والإيواء.
وفي هذا المقال الذي أعده فريق مبادرة “من الناس إلى الناس“، سنتناول التبرع في الشريعة الإسلامية وفوائده، مع تسليط الضوء على كيفية المساهمة في تخفيف معاناة إخواننا في غزة عبر التبرع الإلكتروني
التبرع في الشريعة الإسلامية وفوائده
حرصت الشريعة الإسلامية السمحاء على ترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي والتآزر بين أفراد المجتمع، معتبرةً ذلك فريضة واجبة على كل مسلم، فالمجتمع المسلم متماسك متآخٍ، يشد بعضه بعضاً كالبنيان المرصوص، كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولتحقيق هذا المبدأ، حثّت الشريعة على التبرع والبذل للمحتاجين، وجعلته طاعة لله ثوابها عظيم، وفي ذلك قال عزّ وجل في كتابه الكريم: “الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”.
ولم تكن التبرعات والصدقات وليدة هذا العصر، بل كانت سائدة في زمن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي كان يُرغّب أصحابه فيها ويحثهم على التصدق للفقراء والمحتاجين..
كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَا مِنْ يَوْمٍ يُصبِحُ العِبادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا”.
التبرع أونلاين | كيف تُسهم التبرعات في تخفيف معاناة أهل غزة?
في ظل الظروف المأساوية التي تعصف بقطاع غزة، يجب أن تكون مسألة تقديم العون من خلال التبرع لإحدى المنظمات الخيرية أو المبادرات الإنسانية هو أولى اهتماماتنا، بل أضعف الإيمان نصرةً لأهل غزة.
فمن الصعب أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام صور الخراب والدمار التي تبث على المنصات الاجتماعيّة يومياً، وأمام معاناة الأسر والأيتام والمعاقين الذين خرجوا من تحت الأنقاض فاقدين كل شيء، بل ومنهم من فقد جميع أفراد عائلته.
لذا، يقع على عاتقنا دور حيوي في مساعدة هؤلاء المنكوبين، من خلال تقديم المعونات الطبية والمساعدات الغذائية وتوفير المأوى للمتضررين، بالإضافة إلى المساهمات المادية لمساعدتهم على تخطي هذه الأزمة.
ولعل من أبرز السبل لتحقيق ذلك هو التبرع عبر الإنترنت، حيث يُتيح لنا جميعاً المساهمة بتبرعاتنا الإنسانية بكل سهولة، لنكون عوناً لإخواننا في قطاع غزة.
فضل التبرع في شهر رمضان
يحمل شهر رمضان المبارك روحاً خاصة من التكافل والتراحم بين المسلمين، حيث يتسابق الناس للتصدق ومساعدة الفقراء والمحتاجين، لا سيما إخواننا في غزة الذين يعانون أوضاعاً قاسية أدمت قلوب العالم أجمع.
والتبرعات في رمضان لها فضل عظيم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصدقة صدقة في رمضان”، فالأجر والثواب يتضاعفان ويعظمان في هذا الشهر المبارك.
كما أنها تُعين المحتاجين من الصائمين على أداء العبادات والطاعات؛ فيكسب المتبرع الأجر العظيم مثل أجورهم، وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا”.
ونظرًا لأن الصيام قد يختلط ببعض النقص، فإن الصدقة من خلال التبرعات تأتي لتُكمل هذا النقص وتجبره، وعليه شرّع الله زكاة الفطر في نهاية شهر رمضان، حتى تكون طهرةً للصائم مما قد يقع منه من لغو أو تفريط ينقص من أجره وثوابه.

التبرع أونلاين لغزة من خلال حملة من الناس إلى الناس
التبرع أونلاين لغزة من خلال حملة “من الناس إلى الناس”
تأتي حملة “من الناس إلى الناس” كمبادرة إنسانية تهدف إلى جمع التبرعات لإغاثة وإعانة إخواننا في قطاع غزة، ممن فقدوا بيوتهم ومساكنهم وحُرموا من أبسط مقومات الحياة.
وتتيح الحملة للجميع من كافة دول العالم التبرع أونلاين بكل سهولة عبر الحسابات المخصصة لهذا الغرض، ولو بدولارٍ واحد.
إن دورنا كأفراد وكمجتمع هو التكاتف لنصرة إخواننا في غزة، ومد يد العون والمساعدة لهم في هذه المحنة، بالتبرعات الماديّة التي توفّر لهم المأوى والغذاء والرعاية الطبيّة.
لنسهم جميعاً في هذا العمل الإنساني الجليل من خلال مبادة من الناس إلى الناس، فقد نكون سبباً في إعادة البسمة لوجوه إخواننا في غزة وتخفيف معاناتهم.