كيف تُحدث التبرعات الغذائية فرقا في حياة أهل غزة؟

تعيش الأسر في غزة ظروفاً إنسانية صعبة للغاية؛ حيث يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والمياه والرعاية الصحيّة.. لذا، غدت التبرعات الغذائية ضرورة مُلحّة لإنقاذ الأرواح وتأمين الغذاء الأساسي لأشقائنا في القطاع.
وفي هذا المقال الذي أعده فريق مبادرة “من الناس إلى الناس“، سنسلط الضوء على تأثير النقص الغذائي على الصحة العامة، مع تسليط الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه الإمدادات الغذائية في تحسين حياة الأسر المتضررة.
تأثير النقص الغذائي على الصحة العامة
يُعد النقص الغذائي من أخطر التحديات التي تواجه الصحة العامة في المجتمعات الفقيرة والمنكوبة؛ فالغذاء الكافي والمغذي هو حجر الأساس للحياة الصحية والنمو السليم، لا سيما بالنسبة للأطفال.
وعندما تفتقر الأسر إلى الموارد اللازمة لتأمين احتياجاتها الغذائية الأساسية، تترتب على ذلك عواقب وخيمة على صحتها؛ حيث إن نقص التغذية المزمن يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة، فضلاً عن زيادة قابلية الإصابة بالأمراض المعدية.
كما أن سوء التغذية لدى الأطفال يعرقل نموهم الجسدي، ويؤثّر على صحتهم العقلية والنفسية، تاركاً آثار دائمة على تطورهم في مراحل لاحقة من العمر.
تأثير نقص التغذية على أطفال غزة
أشار تقرير “تحليل هشاشة التغذية، والوضع الغذائي في غزة” الذي نشرته مجموعة التغذية العالمية في فبراير 2024، إلى أن نقص الغذاء والمياه الصالحة للشرب في القطاع أدى إلى انتشار واسع للأمراض وتدهور حاد في صحة الأطفال.
وذكر التقرير، أن 15,6% أي واحد من كل 6 أطفال دون سن الثانية، في شمال غزة حيث تكاد تنعدم المساعدات الغذائية، يواجهون سوء تغذية حاد، بينهم 3% يعانون من الهزال الشديد والنحافة المفرطة.
أما في أخبار مدينة رفح التي تصلها المساعدات الغذائية، يعاني 5% من الأطفال من سوء التغذية الحاد، وهو ما يعكس مدى حاجة السكان الماسة لمزيدٍ من الدعم الغذائي والرعاية الصحية لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية.
ووفقاً للتقرير، قلّص أكثر من 95% من الأسر الغزّاوية كمية الطعام التي يتلقاها البالغون؛ بهدف ضمان توفير الطعام للأطفال وتأمين احتياجاتهم الغذائية.
التبرعات الغذائية
تبني التبرعات الغذائية جسوراً من الأمل تحفظ الكرامة الإنسانية في أوقات الأزمات، فهي تضمن استمرار الحياة وتمنح الأسر الفرصة للتعافي والنهوض من جديد بعد انتهاء الأزمة..
لذلك، فإن التبرعات ليست مجرد مساعدات إنسانية، بل هي استثمار في مستقبل أفضل للأسر والمجتمعات المتضرّرة من الكوارث والحروب.
كيف يمكن للتبرعات الغذائية أن تحدث فرقاً في حياة أهل غزة؟
في ظل الظروف المعيشيّة القاسية والنقص الحاد في الغذاء، أضحت المساعدات الغذائية هي شريان الحياة للأسر المنكوبة في قطاع غزة، حيث تمثل خط الدفاع الأخير ضد المجاعة والكارثة الإنسانية.
كما أنها بمثابة العصا التي يتكئ عليها آلاف من الأشخاص لتأمين لقمة العيش والحفاظ على حياة أطفالهم.
حيث تُسهم الإمدادات الغذائية الأساسية، في الحد من انتشار سوء التغذية وتقليل المخاطر الصحية الناجمة عن نقص التغذية؛ فهي ليست مجرد طعام، بل هي أملٌ وفرصة للبقاء على قيد الحياة في أحلك الظروف.
كما تمثل التبرعات رسالة تضامن إنساني مع معاناة السكان في غزة، حيث تظهر لهم أن هناك من يبالي بمأساتهم ويسعى لمساعدتهم، وهذا الدعم يمكن أن يكون عاملاً محورياً في الحفاظ على الصحة العقلية والنفسية للأسر المتضررة.

كيف نوصل التبرعات الغذائية إلى غزة
مبادرة من الناس إلى الناس وتوزيع التبرعات الغذائية في غزة
في قلب الأزمة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة، تقف حملة “من الناس إلى الناس” كواحدة من المبادرات الرائدة في توفير المساعدات الغذائية العاجلة للأسر المتضررة.
تعمل المبادرة على جمع التبرعات من جميع أنحاء العالم لتوزيعها على إخواننا في قطاع غزة، فقد جرى توزيع أكثر من 500 سلة غذائية على أهالي غزة.
وتتضمن هذه السلال، مواد غذائية أساسية مثل الحبوب والزيت والسكر، إضافةً إلى بعض الخضروات والفواكه الطازجة لتوفير نظام غذائي متوازن قدر الإمكان.
إن دورنا كأفراد وكمجتمع هو التكاتف لنصرة إخواننا في غزة، ومد يد العون والمساعدة لهم في هذه المحنة، بالتبرعات التي توفّر لهم المأوى والمواد الغذائية الأساسيّة.
فلنسهم جميعاً في هذا العمل الإنساني الجليل من خلال حملة “من الناس إلى الناس”، علنا نكون سبباً في إعادة البسمة لوجوه إخواننا في غزة وتخفيف معاناتهم.